كتبت .. مروة عجاج
شكلت الأحداث التي تعيشها ليبيا وحالة الانقسام بين أبنائها نوع من اليأس الذي أثر على مبادئنا واتجاهاتنا وأصبحنا نريد الحل .. وصلنا للندم الذى كنا في البداية نعتقد إنه لن يصل إلينا أبدا، ولكننا للأسف نحن الآن بين المطرقة والسندان، فمن جهة قوة تتصارع لأجل المال والسلطة ومن جهة أخرى قوة تتصارع لفرض الرأي وإثبات إنهم على حق، وصلنا للذي وصلنا إليه ونحن في سبات نتصارع ففشلنا و تفرقنا وذهبت ريحنا هباء، لن ينسى أحد ما حصل في مدينته لأننا أصلاً لا نحب بلادنا بل نحب مدننا حب نابع من الجهل فالفروع أولاً والأصل أخيراً.. وهو الجهل بعينه.
حوار الصخيرات الوطني، الحوار الفاشل الأناني حسب وجهة نظري لن يأتي بما يُفيد الشعب وحكومة الوفاق المزعومة ما هي الا تكريس للخلاف في ليبيا، وإن كانت هذه الحكومة على الأقل ستوقف قتال المتكالبون على السلطة وأولئك الأغبياء البسطاء أصحاب القيم المتزعزعة الذين لا يعرفون لما يقاتلون وحتى يقتلون…
كان لابد من قول “لا” ولابد من رحيل الدكتاتور وكان لابد لليبيا الجديدة السعيدة بالظهور ولكنها وقعت ضحية لطمع الغريب وغباء القريب، ومُنعت من السعادة والزهاء بسبب غباء أبناءها العاقون ورخص الأرواح وغلاء الكراسي وحب الدنيا ونسيان الآخرة.. وفي حال بقاء الحال على ماهو عليه فإنه لن تقودنا حكومة “الوفاق” الى مرسى النجاة، وهذه القراءة ليست نظرة سوداوية لكنها واقع يفرض اليأس والسوداوية على دولة لم تعرف الفرح الا قليلاً ولم يعرف الخط طريقه اليها.